مقدمة
يرتبط العلاج الإشعاعي بالسرطان بحكم أن معظم استخداماته متعلقة بالأورام، وهناك استخدامات متعلقة بغير الأمراض السرطانية بأنواعها، وسأوضح في البداية أساسيات
مبسطة عن السرطان كمقدمة لفهم العلاج الإشعاعي.
ما هو مرض السرطان؟
هو عبارة عن خلايا تمردت وتحور الحمض النووي فأصبحت الخلية تنمو بلا ضوابط ولا نظام لإصلاح الخلل، ولا يستطيع الجسم التَّعرُّف أو القضاء عليه، يستمر تحفيز تكوين أوعية دموية؛ لتغذيته فتنمو تلك الخلايا بشكل عشوائي لا يتحكم فيه. مما يؤدي لتدمير الخلايا السليمة من حوله والتأثير على وظيفة
العضو المصاب.
أصل كلمة سرطان (Cancer) هي كلمة إغريقية قديمة لوصف جرح غير ملتئم، والمعنى اللغوي هو «السلطعون البحري» حيث إنَّ جسده يمثل الورم، والأرجل حول الجسد تمثل تغلغل الورم في الأنسجة السليمة حول الورم.
أسباب السرطان
كثير من المرضى وأقاربهم يرغبون بمعرفة سبب الإصابة، وفي الأغلب لا يوجد سبب واضح لإصابة شخص بعينه، لكن للتبسيط هناك عوامل تؤدي إلى زيادة نسب الإصابة بالسرطان أهمها :
– أسباب وراثية وطفرات جينية: بعض أمراض السرطان تتعلق بهذا السبب وغالبا ما تكون بالأطفال وصغار السن من البالغين، هناك الكثير منها غير معروف وبعضها الآخر معروف؛ مثل بعض حالات سرطان الثدي والقولون.
نمط وأسلوب الحياة هو المسبب الأول لكثير من الأورام بالتأكيد مثل: التدخين والكحول، وكذلك قلة الحركة، والأكل غير الصحي المتوازن والسمنة باختلاف أسبابها فهي مرتبطة بكثير من السرطانات.
التعرض للمواد المسرطنة: بعض المواد الكيمائية والمواد المشعة والتعرض المطول لأشعة الشمس وتلوث الجو.
– الميكروبات بعض أنواعها يؤدي للإصابة بالسرطان أشهرها التهاب الكبد الوبائي (ب) و (ج) المسبب لسرطان الكبد، الفيروس الحليمي البشري المسبب لسرطان عنق الرحم، وسرطان البلعوم الفموي.
– كبر السن: السرطان أحد أمراض الهرم، فكلما طال عمر الإنسان زادت فرص إصابته بالسرطان، وهذا أحد أسباب زيادة أعداد المصابين بالسرطان في الدول المتقدمة بسبب زيادة متوسط العمر لمواطنيها
بعض المرضى المدخنين لا يتصور أهمية إيقاف التدخين بعد تشخيصه بالسرطان
فللأسف الاستمرار في التدخين خلال العلاج الإشعاعي يُقلل فعالية العلاج، كما تزداد نسب الأعراض الجانبية للعلاج، وبعض الحالات يفلت المريض من الورم الأول، لكن قد يصاب بورم بمكان آخر، فمثلا المريض المدخن المشخص بسرطان الحنجرة بعد التعافي تزداد نسب الإصابة بسرطان الرئة إذا استمر المريض في التدخين.
جوع السرطان وامتنع عن السكر
من أكثر الخرافات انتشارًا بين الناس للوقاية من السرطان وحتى المرضى خلال علاجهم.
يُنصح بتقليل السكريات بشكل عام كنمط غذائي صحي للحد من خطر السمنة ومرض السكري لجميع الناس.
لكن تخيل أن المريض خلال علاجه الشاق يجبره أهله على قطع كل ما فيه سكر، فيهزل ويضعف ويمنعه ذلك من إنهاء علاجه بكامله.
كل خلايا الجسم لا تستطيع أن تعيش دون عنصر الجلوكوز المشتق من السكر حتَّى أنَّ الجسم عند حاجته للجلوكوز يحول البروتين والدهون للسكريات؛ ليستطيع أن يعيش.
هل عندي سرطان حميد أم خبيث؟
لا أفضّل هذه التسمية بحكم تشبع كلمة خبيث بالسلبية، وكل معاني فقد الأمل للمريض. الأفضل أن يفهم المريض وأقاربه
أهم ثلاثة أسئلة:
- هل الورم سريع النمو أم لا؟
- وهو ما يقسم الأورام لثلاثة أنواع (سريع، متوسط، وبطيء). هذا يُحدد مدى سرعة الحاجة للعلاج أو التدخل الطبي،
فمثلا: مرض سرطان الدم الحاد يعتبر حالة طارئة تستدعي تدخلا طارئا وبعض الأورام الصلبة التي لنموها أو حجمها أثر على وظيفة عضو – بالأخص الوظائف العصبية- قد تحتاج تدخلا عاجلا.
أغلب الأورام الصلبة يتم تشخيصها في مرحلة متوسطة كسرطان الثدي أو المستقيم، فهذه الأورام يحتاج المريض عمل تصوير تشخيصي كامل وعينات وفحوصات مختلفة، وإن أخذت هذه الإجراءات أسابيع معدودة فهذا لا يُؤثر على نتائج العلاج الالماني بحكم أن هذا الورم مضى عليه شهور أو أكثر؛ لكي تظهر أعراضه.
والآخر بطيء ا وغالبا ما تظهر الأعراض مع مرور وقت طويل بسبب ضغط الورم بن ال النمو موجود مو لسنوات وأحيانًا عقود في الجسم على جزء حساس من الجسم يؤثر على نشاطه كعصب أو غدة.
3- هل الورم قابل للانتشار أم لا؟
ويُقصد بالانتشار أن يخرج الورم إلى أعضاء أخرى خارج مكان المنشأ، هذا يُحدد جزءًا كبيرا من الخطة العلاجية.
4- هل الورم يحتاج لعلاج قبل أو بعد العلاج الأساسي؟
يعتمد الأمر على نوع الورم حتى وإن سمي «حميدا»، فهناك أنواع حميدة تحتاج لعلاج تكميلي كالعلاج الإشعاعي فهي غير سريعة النمو وغير قابلة للانتشار لكن بالجراحة فقط نسب رجوعها عالية، أو مكانها حساس قد يسبب رجوعها تلقا أو فقد وظيفة معينة؛ لذا تحتاج لعلاج تكميلي بعد العملية كالعلاج الإشعاعي مثلا.